نيكسوس
يعود يوفال نوح هراري بعمل جديد وكبير في شهر سبتمبر القادم لعام 2024م ألا وهو نيكسوس: تاريخ موجز لشبكات المعلومات من العصر الحجري إلى الذكاء الاصطناعي. ينظر هذا الكتاب الواقعي عبر عدسة التاريخ البشري الغارقة في القدم للبحث في تأثير تدفق المعلومات إلى عالمنا ودوره في تكوينه وتفكيكه في ذات الوقت.
إننا نعاصر أعمق ثورة معلوماتية في تاريخ البشرية، ولفهمها نحتاج إلى فهم ما حدث قبلها. كنَّا قد أطلقنا على جنسنا اسم الإنسان العاقل، الإنسان الحكيم، ولكن ما الذي يدفع البشر إلى تطوير كل هذه الآليات المدمرة إن كانوا حكماء بالفعل؟! وبصيغة أكثر دقة، لماذا نحن على شفا حفرة من الانتحار البيئي والتكنولوجي؟ تكتسب البشرية قوتها عبر تأسيس شبكات تعاونية عملاقة بين الأفراد، وإنَّ أسهل طريقة لبناء هذه الشبكات والحفاظ على استمراريتها هي نشر الخيال والأوهام والخرافات الجماعية. من المرجح أن يشكل الذكاء الاصطناعي في القرن الواحد والعشرين حلقة وصل لخلق شبكة جديدة من الأوهام التي قد تمنع الأجيال القادمة من محاولة فضح أكاذيبها وخيالاتها.
ومع ذلك فإن التاريخ ليس بمقياس حتمي، وكذلك الأمر بالنسبة للتطور التكنولوجي، لذا لا يزال بإمكاننا الوقوف في وجه السلوكيات والأفعال التي تحتم أسوأ النتائج من خلال البقاء متفتِّحي البصيرة، واللجوء إلى الخيارات العقلانية، فإن لم نسعَ إلى تغيير المستقبل، فلماذا إذًا نهدر وقتنا في مناقشته؟
نبذة تعريفية بالكتاب
يتجول بنا كتاب نيكسوس عبر العصور المختلفة لتاريخ البشرية وينقلنا من العصر الحجري، مرورًا بحقبة تسودها ظاهرة الخضوع التام لتعاليم الكتاب المقدس، وبدايات فترة مطاردة الساحرات في العصر الحديث، والستالينية، والنازية، وعودة الشعبوية اليوم، ويطلب منا أن نمعن التفكير في العلاقة المعقدة التي تجمع بين المعلومات والحقيقة، والبيروقراطية والأساطير، والحكمة والسلطة. يستكشف هراري كيف استخدمت المجتمعات والأنظمة السياسية المختلفة المعلومات لتحقيق أهدافها وفرض نظامها في الخير والشر، ويتناول القضايا الطارئة التي نواجهها اليوم، حيث يهدد الذكاء غير البشري وجودنا بحدِّ ذاته.