قبل سبعين ألف عام، وُجدت على الأرض أكثر من ستة أنواع بشرية مختلفة. وكانت جميعها حيوانات ذات أهميّة قليلة، وتأثيرها البيئي أقل من تأثير اليراعات أو قنديل البحر. لكنها اختفت جميعها اليوم، ولم يتبقّ منها سوى نوع واحد من البشر هو نحن، أيّ الإنسان العاقل، الذي تسيّد هذا الكوكب.
يأخذنا كتاب “العاقل”، في رحلة مثيرة تستعرضُ تاريخنا البشري بأكمله، من جذورهِ التطوريةِ إلى عصرِ الرأسمالية والهندسة الوراثية، كاشفاً عمّا جعلنا بشراً على النحو الذي نحن عليه.
يركّز كتاب “العاقل” على الأحداث الكبرى التي شكلت الجنس البشري والعالم من حوله، مثل مجيء الزراعة واختراع المال وانتشار الدين وصعود الدولة القومية. وعلى عكس الكتب الأخرى التي طرقت ذات الموضوع، يستقي كتاب “العاقل” رؤيته من حقولٍ متعددة، جاسراً الفجوات بين التاريخ والبيولوجيا والفلسفة والاقتصاد بطريقة لم تحدث من قبل. كما أنّ كتاب “العاقل” لا ينقل فقط ما حدث ولماذا حدث، وإنّما يستبطن أيضاً شعور الأفراد، ناظراً للكلّ والجزءِ في آنٍ واحدٍ.